اقتصاديات المعرفة والتدريب
القرن الحادي والعشرين قرن التغيرات الجذرية الهامة
التي طرحت العديد من التحديات والفرص، فضلا عن تعاظم أهمية المعرفة والتي اعتبرت
التكنولوجيا أولى ركائزها في الاقتصاد حتى اصبحت سمة اقتصاد القرن الحادي والعشرين
هي الاقتصاد المبني على المعرفة
وسادت المجتمعات القائمة على المعرفة
وهيمنتها، ويعتبر التعليم والتدريب أهم مصادر تعزيز التنافس الدولي، خاصة في مجتمع
المعلومات باعتبار أن التعليم والتدريب واكتساب المهارات المتعددة مفتاح المرور
لدخول عصر المعرفة وتطوير المجتمعات من خلال تنمية حقيقية لرأس المال البشري الذي
هو محور الاقتصاد المعرفي بما يعني أن مجتمع واقتصاد المعرفة مرتبط بمفهوم مجتمع
العلم والثقافة الذي يتيح كل مجالات المعرفة للفرد، ليتعلم اساليب مختلفة ومتنوعة
لمعايشة الاخرين ومن أجل ان يحقق ذاته وطموحاته في زمن أصبح فيه العالم قرية صغيرة
والتعليم
والتدريب منظومة متكاملة عناصرها متصلة بعضها ببعض لا يمكن اهمال احد اركانها والا
اختل نظامها المعرفي
ويشير مصطلح
التدريب إلى اكتساب المعرفة والمهارة، والكفاءة اللازمة لأفضل وسيلة للارتقاء بالعقول
البشرية وهو وسيلة حديثة وفعالة لتحسين وتطوير أي مجال من المجالات الحياتية
المختلفة, سواء على المستوى الشخصي , المهني , الاقتصادي , الاسري , الصحي ,
الدراسي أو أي مجال آخر
ومن هنا أحتل
التدريب درجة كبيرة من الأهمية ، حيث انه
وسيلة فعالة في رفع كفاءة الفرد في جميع مراحل عمره وتنمية قدراته ومهاراته
وتزويده بمعلومات جديدة، وعنصراً مؤثراً في عملية ترقية الفكر وتحقيق الاهداف
ولقد شهدت
السنوات العشـرون الأخيرة تحولاً كبيراً في اقتصاديات المعرفة وأصبحت المعرفة المبنية
على العلم والخبرة والمهارة العالية هي السبيل الوحيد للتطور والتنمية وانتشرت اقتصاديات المعرفة بشكل سريع من اجل إعداد جيل متميز قادر على النهوض
بالتطور يتميز بأعلى مستويات الجودة والإبداع يواكب التقدم العلمي والتكنولوجي
السريع
لذلك اصبحت
صناعة التدريب من اهم الصناعات التي تحتاج لمدخلات حقيقة وقوية تتميز بالمصداقية
والشفافية اولا واخيرا لتحقيق الهدف الاسمى من التدريب وهو نشر ثقافة المعرفة
وانتاج مخرجات قوية قادرة على استمرارية العملية الانتاجية بجودة وكفاءة عالية
وكلما تميز المدخلات بالجودة كلما تميزت المخرجات بالإبداع والابتكار
وهذا ما يمثل
الثروة البشرية الحقيقة للمجتمعات ، والذي يتطلب نوع متميز من التعليم و التدريب
المتواصل مدى الحياة والحرص على العملية التكاملية بين التعليم والتدريب للحصول
على المعرفة وتحديثها بصفة مستمرة فالشهادات العلمية مهما ارتفعت درجتها , ستتقادم
وتتهالك ان لم تصقل باستمرار بالتدريب والتحديث الدائم لكل ما يواكبه العصر من
وتيرة سريعة في التقدم العالمي المعرفي لكل جوانب المعرفة فأفضل انواع الاستثمار التي
لا تبلى هي الاستثمار في رأسمال البشري .